“شاكر” شهيد بنى سويف فى سجن الفيوم.. رحل وترك ستة أبناء

زوجة الشهيد : اضطررت لاخراج أبنائى من الدراسة وإلحاقهم بالعمل لمساعدتى
أم الشهيد :نجلى رفض الهروب فأستشهد وتركوا جثته وسط القطط والكلاب
زوجة الشهيد : بعت خاتم طفلتى لتكفين زوجى ولم نتقاضى شيئا حتى الآن
حوار أجرته /سوزان زايد
المحررة مع زوجة الشهيد ووالدته وهى تحمل حفيدها ابن الشهيد

شهدت محافظة بنى سويف مايزيد عن 25 حالة وفاة نحسبهم شهداء الثورة الشبابية التى ثارت على الأوضاع البالية ودعت للتغيير وبالفعل نجحت الثورة وسقط النظام وحل مجلسى الشعب والشورى اللذان شهدت انتخابتهما تزويرا فاضحا للفساد والبلاء الذى عم البلاد .
ولكن هؤلاء الشهداء خلفوا ورائهم أسر وعائلات ضاقت حياتهم برحيل أبنائهم ، خاصة من كان منهم الراعى الوحيد لأسرته ، أو من كان منهم يعمل باليومية وغير مؤمن عليه ولا معاش له .
ومن هؤلاء الأسر أسرة الشهيد شاكر محمود شاكر الذى توفى وترك خلفه زوجته و6 أبناء ووالدته التى لم تجف دموعها حزناً على أبنها الذى منعت عن رؤيته منذ سنة مضت .
وللتعرف على قصة الشهيد وكيف توفى فى الأحداث الدامية التى شهدناها جميعا خلال الشهر الماضى ألتقينا مع والدة الشهيد وزوجته .
فى البداية أكدت والدته وهى تبكى أن شاكر توفى وعمره 35 عام وأنه كان يعمل (على باب الله ) فاتح (فاترينة )شاى ودخله اليومى يكاد يكفى أفواه زوجته وأبنائه الستة .. حيث أنهم أسرة أن صح التعبير ــ معدومة الدخل ــ تقطن مساكن الإيواء بشرق النيل .
وتستكمل عبير فتحى السيد زوجة الشهيد أن زوجى كان مسجون فى الفيوم لأنه أضطر لتوفير مال لنا فأقترض من أحد الأشخاص وكتب على نفسه شيك بدون رصيد حكم عليه بالسجن سنتين كان قد قضى منها سنة .
وأنه منذ سجنه وأضطريت لأخراج أبنائى من الدراسة ليعمل (محمود 11سنة ، فراج 8 سنوات ) عند صاحب محل لاصلاح (كويتشات ) السيارات .. حيث يعاند الأطفال مرحلتهما العمرية ويتركا اللعب والجرى والدراسة ويتحملا إهانة العمل ومشقة السعى على الرزق مقابل 2جنيه ونصف لكل طفل فى أخر اليوم ، وبعد تحمل مسئولية الصرف على والدته وجدته وأخوات 4 أخرين( أمينة 9سنوات ، رمضان 5سنوات ، أحمد 4سنوات ، يوسف سنتين) .. فهل يعقل أن نترك هؤلاء الأسرة بلا تكريم وخاصة أن أطفالها حرموا من التعليم وهم من أبناء مصر ولهم حق على هذا الوطن .
وتستكمل أن ابن خالت زوجها (حسن رجب ) كان مسجون معه وأكد لنا عند قدومه أننا فوجئنا باقتحام السجن من قبل أفراد طالبوا منا الخروج من السجن وتركه وهددونا بإطلاق النيران  علينا ..ولكن زوجى لم يوافق على الهرب فقتل على أيدى هؤلاء الذين أقتحموا السجن والذين لانعرفهم حتى الآن !!
   وذهبنا لنتسلم الجثة ولم نجد فى السجن سوى القطط والكلاب وجثة زوجى الملقاه وسط الخراب الذى حل بالسجن ليجعل منه مقرا لقطط وكلاب السكك وقد دمر الرصاص جسد زوجى ليجعله يفارق الحياة بسبب رفضه الهروب ، وتؤكد أننا وجدنا  زوجى  مصاب برصاصتين ميرى أحدهما فى قلبه والأخرى فى ظهره .
  وتضيف عبير زوجة الشهيد أننى حاولت العمل والكسب المشروع ففتحت كشك بقالة فى بياض العرب ورخصته قانونياً ولكننى أغلقته حيث أننى لا استطيع جلب البضاعة له .
والآن نحن نعيش فى فقر شديد فالدخل 5 جنيه يومياً ووالدة زوجى سيدة كبيرة وأخوة زوجى ثلاثة منهم أثنان يعملون بالأجر ودخلهم محدود يكاد لايكفيهم هم وأزواجهم والثالث شاب لا يعمل.
فكيف سندبر حياتنا وكيف سنعيش ..أتمنى أن تتوفر لى فرصة عمل شريف .أو مساعدة من أهل الخير لجلب بضاعة للمحل ليساعدنى أنا وأولادى على المعيشة خاصة وأننا نسكن فى مساكن إيواء بياض العرب بـ32 جنيه شهرياً ، وليس لنا أى مصدر رزق آخر سوى عمل أطفالى الذين لا يجلبون سوى الخمسة جنيهات يومياً
وتؤكد والدة شاكر وتتفق معها زوجته أننا لم نتسلم حتى الآن أية مكافآت مالية من أية جهة وأن القوات المسلحة لم تصرف لنا شيئا حتى الآن .. وعندما أستعلم وكيل النيابة عن كيفية استلام الجثة أكدنا لهم أننا ذهبنا السجن فوجدناه خالياً إلا من القطط والكلاب فأخذنا الجثة .
وتشير زوجته عبير أننا اضطرينا لبيع خاتم أبنتى الصغيرة حتى نشترى الكفن لدفن زوجى مكرماً .
تقطن الأسرة (زوجة الشهيد وأبنائه ووالدته وأخواته بزوجاتهم ) فى مساكن الإيواء ببياض العرب ــ عمارة 2  وتقيم زوجة الشهيد وأبنائه بالدور الخامس.
وفى النهاية لقد رحل الشهيد وترك أهله وأحبابه ولكن السؤال الآن من لهذه الأسرة التى عاشت فى الفقر وفقدت عاهلها بسبب الفقر وعدم القدرة على سد ثمن الشيكات؟ من يرحم أبنائهم من الجهل والمرض ؟ ومن يوفر لهم التعليم ليكونوا شباب محترمين ينفعوا بلادهم ويقتدوا بشباب التحرير الذين ثاروا على الظلم والفساد .

وتناشد الجريدة بأسم الإنسانية الجهات المسئولة وأصحاب القلوب الرحيمة بتوفير حياة كريمة لهذه الأسرة البائسة أو صرف إعانة مادية تعينهم على الحياة فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق