حتى تهدأ نيران غضب أسر الشهداء فى ببا

أهالى ببا تطالب بالقصاص بعد مصرع وإصابة 33 من أبناءهم فى أحداث الثورة

زوجة الشهيد عماد : ذهب لإنقاذ صديقه المصاب فنال الشهادة ونجا صديقه

الأصدقاء عماد ومصطفى وأشرف حاول كلا منهما انقاذ الآخر ولكنهما راحوا ضحية الغدر

زوجة الشهيد أشرف : لن يهدأ بالى حتى نقتص من المجرمين والقتلة

محاولة عماد لانقاذ مصطفى أودت بحياته وتدخل أشرف جعلته ثالثهما

(عماد ،أحمد) رحلا وتركا الزوجات تحمل فى أحشائها الأيتام

زوجة الشهيد أشرف سالم             : ظللت مع زوجى طول الليل وهوغارق فى دمائه

الزوجة : ذهب زوجى للمستشفى مع صديقه المصاب فنجا صديقه واستشهد زوجى عماد

زوجة الشهيد أحمد سعد : استقل زوجى عربة الإسعاف لإنقاذ المصابين رغم تنحى المسعفين

حوار  / سوزان زايد

شهد مركز ببا أحداث غريبة وعجيبة خلال ثورة 25 يناير لم تقع فى أى مركز آخر على مستوى محافظتنا بنى سويف حيث شهد هذا المركز 10 حالات وفاة و23 إصابة فى حين أن عدد وفيات المحافظة حوالى 26 شهيد على مستوى مراكزها السبع .
وكان لمركز ببا نصيب الأسد ووقع به أكبر عدد من الضحايا والقتلى الذين يصلوا لنصف ضحايا المحافظة بأكملها ، والغالبية منهم لقوا مصرعهم فى أحداث إطلاق النيران من جانب الشرطة أثناء ثورة الشباب وفى محاولة البعض الدخول لمركز الشرطة لاسترداد المحجوزات ــ وفقا لما أوضحه بعض أهالى ببا الذين مروا بظروف عصيبة بعد أن تركوهم الأحباب وهجروا المنازل والطرقات لعالم آخر بعيد عنهم ،  ولهذه الأهالى مطالب أولها القصاص العادل ممن حرموهم من ذويهم لأن أغلب حالات الاستشهاد لم يكن لهم علاقة بالتظاهر والتخريب أو المطالبة بشئ ..ولكنهم توفوا فى موعد مع القدر .. وللتعرف على قصص الشهداء كان لنا هذه اللقاءات الثلاثة مع أسر بعض الضحايا لنعرف عن قرب ما حدث.

زوجة الشهيد أشرف سالم تروى ماحدث وتطلب القصاص
فى البداية تؤكد سعاد طه محمد (37سنةــ ربة منزل ) زوجة الشهيد أشرف سالم على منصور أن زوجى كان يعمل موجه بالتربية والتعليم توفى عن عمر 44 سنة تاركا لى 5 أبناء هم (أسماء بالفرقة الثالثة بكلية التربية الرياضية ، آلاء بالصف الثالث الثانوى ، إسراء بالصف الثانى الإعدادى ، نادية بالصف السادس الإبتدائى ) وولدنا الوحيد سالم أصغر أبنائنا ، وأنا لا أعمل ، كنت أعتنى فقط بالأبناء وبأمور المنزل ، وكان زوجى  يقوم بتوفير احتياجاتنا والآن تركنا ورحل وأصبحت مسئولة عن الأبناء وجميعهم فى مراحل التعليم ولازال أمامهم مشوارا طويلا .
وتضيف لم يكن لزوجى دخل فى المظاهرات، وماحدث أنه  خرج من المنزل فى يوم وفاته واتصلت عليه كى يأتى على الغذاء فى الساعة الرابعة ، فقال أنه سيتأخر ساعة ، وذهبت مع أبنى لتوصيله درس القرآن .
رجعنا إلى  المنزل ولم يأت زوجى ولم يرد على تليفوناتى ففوجئت بأبنى سالم فزع عندما شاهد منظر القتلى فى التليفزيون وطلب منى الأتصال بوالده للأطمئنان عليه  قائلا :"أتصلى على بابا أحسن يضربوه زى الناس دى ويكسروا العربية ".
وفعلاً بعدها انهالت علىّ التليفونات وجميعها تسأل : "منزل الأستاذ أشرف سالم "وتغلق الخط أكثر من 10 مرات .. فى المرة الأخيرة صرخت بهستريا وعلمت أن شيئا جرى لزوجى .. خاصة أننا نسكن فى ميدان الشبكة بالقرب من مركز شرطة ببا وكنا نشاهد (الشزى ) ينهال .. وكان مركز الشرطة يحترق وبناتى تصرخ من فوق السطح :ألحقى بابا  ،  وكانت الفاجعة عندما وجدت أصحابه يحملونه جثة هامدة ووضعوه فى شقة عم الأولاد .
 وتضيف احتضنت زوجى طوال الليل وهوجثة هامدة يغرق فى بركة من الدماء ، ولم نقم بدفنه إلا فى الصباح ، وكان مصاب بطلق نارى فى الرقبة .
وتطالب زوجة الشهيد بالقصاص العادل من مرتكبى هذه الجرائم وتؤكد :"أوقفت الساعة عند موت زوجى ولن أحركها قبل القصاص من  المجرمين " لأن زوجى كان رجل خير يشهد له جميع الناس .
وتؤكد سعاد أنها لازالت لا ترى جديدا فى مصر رغم تغير الحكومة وتتسائل أين حقوقها وحقوق أبنائها ؟ ..مشيرة إلى أن الطب الشرعى استخرج  جثة زوجها وشرحوها ليتأكدوا من سبب الوفاة  ، وأكدوا لها صرف معاش قيمته  ألف ونصف جنيه شهريا ، وإلى الآن لم تتسلم شيئا .. وتتسائل مرة ثانية أين حق ولادى نحن لا نتسول؟  زوجى كان يعلم الأولاد وخرج أجيالا والمفروض حقوقنا تأتى إلينا لا نطالب بها فهذا أقل حق للشهداء الذين راحوا ضحية التغيير وسالت دمائهم على الأرض.
وتضيف أننا دفعنا ثمن التغيير غالى وعصر مبارك لم تسيل فيه نقطة دماء .. وبعده  تمكن البلطجيةوذهب الأمان ولازالت السلبيات .

وتؤكد على أن المال مطلب ثانوى ولكن القصاص العادل هو المطلب الأهم حتى تهدأ نيران الغضب بداخلها وتطلب من الدكتور سمير سيف اليزل محافظ بنى سويف أن يتحرك معهم ليعاونهم فى  محاسبة  المتسببين فى قتل ذويهم فى أسرع وقت .

زوجة عماد على تفجر مفاجأة حول عروض رشاوى من أعضاء سابقين

وفى لقاء آخر مع زوجة شهيد من ببا الغاضبة أكدت شيماء رضا إسماعيل(24 سنةـــ ربة منزل ) زوجة الشهيد عماد على محمد الذى توفى عن عمر 32 سنة وكان يعمل سائق ميكروباص تركنى زوجى وأن حامل فى ستة شهور فى أول طفل لنا كنا ننتظر قدومه بفارغ الصبر .
وتضيف كنت عند والدتى انتظر قدوم عماد لنذهب سويا لمنزلنا وكان قد ذهب لمشاهدة سيارة ، اتصلت عليه وطلبت منه عدم التأخير وبمجرد غلق التليفون جاءتنى أنباء عن ضرب خالد  صديق عماد فأتصلت بعماد للأطمئنان عليه فأبلغنى أنه سيذهب مع خالد جاد الله للمستشفى ..

ومن مفارقات القدر أننا لم نتوقع موت زوجى كنا ننتظر الأطمئنان على خالد فإذا بنا نتلقى خبر عن زوجى الذى استشهد وهو يحاول انقاذ ابن عمه " مصطفى سيد " الذى استشهد بضربات الرصاص عند مركز شرطة ببا عندما كان يميل عليه ليراه فأصيب عماد بطلق نارى وكذلك حاول أشرف سالم أن ينقذ عماد فأصابه  الرصاص وهويميل عليه ، وأصبحوا الثلاثة فوق بعضهم البعض .
لم أشعر بنفسى عندما جاءنى الخبر ولازلت غير مصدقة رغم إننا استلمنا جثة عماد من المستشفى العام ببنى سويف وبعدها أحضروه لى فى المنزل وقالوا أنه مصاب، أحضروا لنا جثتين هامدتين (مصطفى سيد ، عماد) .
وتضيف أن تقرير الطبيب الشرعى  أكد أنه مات بسبب طلق نارى من سلاح ميرى ، ونحن
لم نتسلم أية مكافآت ولا نطلب سوى محاكمة الجناه .
وتؤكد جاءنى ناس من ناحية محمد ضبش رئيس مباحث ببا وقت الأحداث يعرضوا عليّ رشوة قدرها 50ألف جنيه وهم من أعضاء مجلس الشعب السابق ، كما جاءوا لأسر أخرى حتى نصمت ولا نذكر أسمه ، ولكننا رفضنا ولن يهدأ لنا بال حتى تتم معاقبته وهذا قصاص عادل فطفلى سيولد يتيما وزوجى ذهب قبل أن يراه.

وزوجة أحمد سعد تعترف بشجاعة زوجها عند هروب الإسعاف
أحمد سعد مصطفى (سائق ــ 28سنة ) زوجته ربةمنزل لهم طفل واحد وهى الآن حامل فى شهرها الرابع .
تؤكد.ولاء على زوجة الشهيد أحمد سعد أن زوجها كان يقوم بعمله ، وتروى كنت فى بيت  والدى وسمعنا صوت الستات تصرخ "ولادىولادى"  والحكومة بتضرب نار فأتصل عليا أحمد للأطمئنان علينا بعدها طلبنى عمى وأبلغنى أن زوجى فى طريقه إلىّ،  أتصلت به مرة ثانية وجدت أخى الصغير يرد:جوزك مات وهو ينقذ المصابين.
حيث كان يقوم بنقل أصدقائه إلى المستشفى وذهب للإسعاف فرفض سائقوا الاسعاف الذهاب معه قائلين العربة عندك فأخذها وذهب لإنقاذ المصابين فظل ينقلهم فى العربة ، وأصيب وهو يحاول نقل مصاب  بعيدا عن الأحداث ، فأصابه طلق نارى فسقط مفارقا الحياة.

قصص ثلاثة يرويها لكم أصحابها من داخل ببا الثائرة فالأول استلمه أبنائه جثة والآخرين تركوا الزوجات تحمل فى أحشائها الأيتام الذين لم يخرجوا للنور بعد بسبب شجاعتهم ومرؤتهم فى إنقاذ المصابين .. فهل سيتركهم المسئولون  ؟  ولا نقصد بالمسئول من يجلس على كرسى أو يقتنى منصب لكننا جميعا مسئولون أمام الله لأننا جميعا احترمنا الثورة التى لم نكن نتوقع ماحققته ولذا وبأسم هؤلاء الأسر نطالب بحقوق هؤلاء الأهالى فى المكافآت وهى أبسط بكثير مما يستحقه هؤلاء ولكن يجب إعانتهم على الحياة بعد فقدان ذويهم ، وكذلك يجب القبض على الخارجين عن القانون والذين تسببوا فى ضياع الأرواح البريئة وذلك بعد التأكد من تورطهم ثم القصاص العادل الذى تنص عليه الأديان .ونضع هذا الملف فى أيدى كل من يتمكن من اتخاذ القرار الجرئ حتى تهدأ ببا الثائرة !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق